صرحت د. منال أبوالحسن تصريحاً نارياً رهيباً أعتقد أنه ينتمى للرؤى الصالحة التى ينالها فقط الناس البركة، ويحوز عليها من اختصّهم الله بأسراره، وبالطبع ما دامت د. منال تنتمى إلى «الإخوان المسلمين» فهى بالطبع بيدها خزائن تلك الأسرار اللدنية وشفرة رؤى الصالحات وخزائن مفاتيح توكيلات الإيمان الحصرية التى يمتلك طفاشتها فقط جماعة الإخوان، أنعم الله عليهم بالمزيد من الكراسى لتحقيق مشروع النهضة المرتقب.

قالت د. منال فى مؤتمر د. محمد مرسى الانتخابى فى بنى سويف قولها الفصل لافض فوها:

«أنا بحترم أى مهندس علشان جوزى مهندس، وابنى مهندس، وبنتى مهندسة، صراحة بيفهموا فى كل حاجة، لكن لما يبقى مهندس، وبعدين دكتور مهندس، وبعدين أستاذ الدكاترة المهندسين، محمد مرسى الدكتور الأستاذ المهندس مدعوم من الله سبحانه وتعالى، لأنه اختير وقدّر الله أن يكون هو المرشح للإخوان المسلمين فى هذه الفترة، ولا يستطيع أحد فى وسائل الإعلام أو السياسيين أن يجد له نقطة سوداء فى تاريخه الأبيض، فهو رجل شفاف أبيض»!!

لا أمتلك اعتراضاً على بياض الدكتور مرسى، ولا أستطيع أن أعترض أيضاً على أنه مرشح الإخوان، لكنى لا بد من أن أعترض على أنه مرشح الله!! حاشا لله وأستغفر الله العظيم، إلى هذه الدرجة وصل الخلط الانتخابى والهذيان السياسى والهزل الرئاسى! الدكتور مرسى مدعوم من الله سبحانه وتعالى!! معقول هذا الكلام، معقول أن يصدر من أستاذة إعلام تشكل عقل شباب الإعلاميين فى مصر مثل هذا الحديث، قلنا من قبل وأكدنا: لا تقحموا اسم الله فى السياسة، وكان رد الإخوان هو التكفير، لأننا بذلك نسحب منهم أهم سلاح يخدعون به الناس، سلاح أنهم المرشحون المدعومون من الله!! وماذا إن سقط مرسى فى انتخابات الرئاسة أو حتى حصل على نسبة نجاح 51%؟ ماذا سيقول من خدعتموهم بأنكم ظل الله على الأرض ووكلاؤه السياسيون؟ هل سيقولون، أستغفر الله، إن الدعم الإلهى لمرسى فشل أو على الأقل لم يتأثر به خمسون فى المائة من المصريين؟ كنا قد حسبنا أن هذا القاموس وهذه المصطلحات الخادعة قد انتهت من حياتنا السياسية، كنا قد ظننا أن التجارب السابقة التى ادعى فيها نميرى السودان وضياء حق باكستان وملا عمر أفغانستان ومجاهدو الصومال أنهم مدعومون من الله قد أثبتت أن هذا الادعاء قنبلة دخان للتغطية على عجز عقلى وإنسانى وتخلف علمى واجتماعى، وأن هذا الدعم ما هو إلا تسول لأصوات الشعب وتزييف وعيه وتخديره حتى ينقاد كالقطيع إلى الهاوية وهو يحسب أنه يطير إلى الجنة!!

لا تقحموا اسم الله فى لعبة السياسة، فالخالق لا يدعم من يتاجر باسمه.